شيخ البراند
top of page
بحث
  • صورة الكاتبSultan Brhan

شيخ البراند

لن يكون هذا المقال رياضيًا، بل محاولة لقراءة الأحداث من وجهة نظر العلامات التجارية فيما يخص الرياضيين حول العالم من مختلف الأنشطة الرياضية.. وهو امتداد لقراءاتي المتنوعة في هذا المجال.


صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر يُهدي اللاعب والقائد ليونيل ميسي "البشت" بصحبة السيد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وذلك أثناء حفل تتويج منتخب الأرجنتين بكأس العالم فيفا قطر 2022 في ملعب لوسيل

ربما كانت الصورة السابقة وبجميع زواياها المختلفة هي الأكثر جدلاً حول العالم منذ يوم الأحد 18 من ديسمبر هذا العام 2022، الحديث عنها لا يكاد يتوقف من الشرق إلى أقصى الغرب، ومما جعلها أكثر إثارة أنّ أمير قطر أهدى ميسي هذه العباءة الجميلة "البشت" قبيل رفع ميسي لكأس البطولة برفقة زملائه؛ هذا يعني بأنّ جميع الصور التي سوف تُلتقط أثناء هذه اللحظة المهمة بجميع عدسات الصحافة في العالم ستُجسّد ميسي متوشحًا بهذا الرداء. يجب أن أعترف بأنّ صاحب فكرة "البشت" هو من عباقرة صناعة التأثير!


العجيب في الأمر وأنه منذ بدء البطولة كان الكلام كثيرًا في وسائل التواصل الاجتماعي عن اللاعب كريستيانو رونالدو، وزاد هذا الأمر بعد خسارة منتخب بلاده البرتغال أمام منتخب المغرب، ولكن بعد بضعة أيام وتحديدًا بعد نهائي كأس العالم وتتويج منتخب الأرجنتين بالبطولة أمام منتخب فرنسا أصبح هناك شخصية أخرى كثر الحديث عنها؛ وهو نجم الأرجنتين السابق دييغو أرماندو مارادونا "الطفل الذهبي"، ثم بعد ذلك أتى ذكر ظاهرة أخرى في عالم كرة القدم وهو اللاعب البرازيلي بيليه "الجوهرة السوداء" ولكن بدرجة أقل.


لماذا هذا التوقيت تحديدًا؟ لماذا كريستيانو رونالدو، ثم دييغو أرماندو مارادونا، ثم بيليه؟


لعبة الأضداد والنقائض لا يمكن التنبؤ بها أو التلاعب بها على الجماهير المستهدفة، الجمهور هو المتحكم الأول في صناعة التأثير. هناك لمحات يقوم بها المبدعون، ولكن ما يُطوّر أي علامة تجارية هو الجمهور ذاته.. وهذا أمر لا يمكن التنبؤ عنه بسهولة.. يحتاج إلى قراءة تحليلية دقيقة ورؤية واسعة.


حرب العلامات التجارية من قبل الجماهير لا تتوقف؛ بل الاصطياد الحقيقي للتجارة وبكل متعة هو في هذه المنطقة تحديدًا، على سبيل المثال وليس الحصر؛ أبل ماك أو أبل OS وويندوز، آيفون وسامسونج أو هواوي، ماكدونالدز وبرجر كنج وهارديز، بل وحتى على مستوى الأندية الرياضية نجد ميلانو وإنتر ميلان، ليفربول وإيفرتون، الهلال السعودي والنصر السعودي.. لا تهم لغة الكيف ولا لغة الكم.. لا عدد البطولات ولا الفن أو المتعة.. تذهب المتعة دومًا إلى عاطفة كل جمهور واختياراته.. الكيفية تأخذ مجراها مع الوقت.


يبقى السؤال: هل سيصبح ليونيل ميسي العلامة التجارية كرياضي رقم واحد في العالم؟

ومن هذا السؤال قد يتبادر إلى ذهن بعض القراء تساؤلاً استدراكيًا، هل الرياضيون يكوّنون شكلاً من العلامات التجارية؟ الإجابة نعم وبالتأكيد، هم يندرجون ضمن ما يُسمى بالمشاهير. يتم قياس هذا الأمر عبر عدة عوامل، منها الدخل السنوي، ومحركات البحث، التسويق الشفهي،.. وهنا يجب على الرياضي عمل ما يُسمى بصناعة علامته التجارية كلاعب إذا ما أراد النمو، سلوكه وهيئته وتحدثه للصحافة، واختيارات العبارات.. وغيرها، ما يُطلق عليه مصطلح Brand Persona.


قرأتُ سابقًا في مجلة فوربس في مجال الأعمال، وقبل مدة ليست قليلة، أنّ اللاعب كريستيانو رونالدو هو العلامة التجارية رقم واحد في العالم، وبعده يأتي العدّاء يوسين بولت. وحسب قراءتي البسيطة والغير متعمقة أكثر هو أنّ رونالدو ما يزال العلامة التجارية الأولى، وإلا فما الذي يفسر الحجم الهائل لحضور اسمه من قبل جماهيره في وسائل التواصل الاجتماعي لمجرد أن يُذكر اسم ميسي.


المفارقة العجيبة، ميسي يقوم بإنجاز تاريخي ضخم، بينما في المقابل تجد وسمًا آخرًا في وسائل التواصل الاجتماعي المتفرقة باسم رونالدو دون أن أي يكون له دور فاعل، هذا الأمر غير قابل للتفسير أكثر!


اللاعب الفرنسي كليان امبابي بعد تتويج منتخب بلاده بالوصافة في كأس العالم قطر 2022

وبحسب المجلة ذاتها فإن اللاعب كيليان امبابي هو الأكثر أجرًا في عالم كرة القدم في عام 2022، ثم يأتي بعده ليونيل ميسي، ثم كريستيانو رونالدو، ثم نيمار جونيور، ثم اللاعب المصري محمد صلاح.


هذا لا يعني أن الأكثر أجرًا هو الأعلى كعلامة تجارية، فحسابات الدخل تخص إطار المستطيل الأخضر، بينما قوتهم هي في الكسب خارج الملعب بعيدًا عن حياتهم المهنية. ذكرت المجلة أنه من المتوقع أن يجني ميسي 55 مليون دولار خارج الملعب هذا الموسم، بينما من المقرر أن يكسب رونالدو 60 مليون دولار، ورقم الأخير هو أكثر من رقم أي لاعب آخر خارج إطار هذه الملاعب. وبالحديث عن الصفقات فقد وقّع كلاهما صفقات مربحة مع شركات العملات المشفرة خلال العام الماضي، حيث حصل ميسي على 20 مليون دولارًا سنويًا من Socios.com بينما دخل رونالدو في شراكة مع Binance مقابل مبلغ لم يكشف عنه.


كريستيانو رونالدو مع ليونيل ميسي قبل مباراة ودية دولية بين البرتغال والأرجنتين عام 2011

حرب الجماهير بين رونالدو وميسي ربما هي على وشك الانتهاء داخل الملاعب، ولكني ما أزال معتقدًا باستمراريتها بعد ذلك في خارجه، يعتمد هذا الأمر عليهما.. كما أعتقد أن الأسماء اللامعة الجديدة في كرة القدم ربما تُحدث ثورة مختلفة في المرحلة المقبلة.


في نهاية المقال أود أن أطرح قراءتي الشخصية للأحداث القادمة؛ الأنظار هي نحو اللاعب كيليان امبابي، ولكني أعتقد بأنّ هذا اللاعب بحاجة إلى منافس مباشر حتى يصعد إلى قمة العلامات التجارية كرياضي. ربما وجوده اليوم في الدوري الفرنسي لم يخلق له منافسًا مباشرًا، ربما لو انتقل إلى نادٍ مستقر في الدوري الإنجليزي سيضع له بصمته الخاصة، وإذا تمّ ذلك؛ فسيكون اللاعب النرويجي آرلينغ هالاند علامة تجارية أيضًا بسبب انتقال امبابي إلى الدوري الإنجليزي - شريطة أن لا ينتقل إلى مانشستر سيتي (الفريق الذي يلعب فيه هالاند)، وإلا فكيف له أن يدخل منافسة علامات تجارية كبرى؟ وبالمناسبة، هذا ما حدث تحديدًا بين ميسي ورونالدو.

١٢١ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

مغشيّ

استيحاء

bottom of page